ومارس الأهلى دوره الوطنى ، خلال حرب أكتوبر المجيدة ، بما يمكن أن يقدمه ، وعندما طلب من أعضاء النادى التبرع بالدم فى بداية المعركة ، تقدم ثمانية ا^لاف عضو فى 24 ساعة . وفى يوم 14 أكتوبر عام 1973 عقد مجلس إدارة الأهلى اجتماعًا ، وقرر ما يلى:
ـ إرسال برقية تأييد للرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية ، وبرقية أخرى لوزير الحربية .ـ جمع التبرعات من أعضاء النادى على اختلاف أنواعهم ومن المدربين والرياضيين والعمال والموظفين ، وحدد المجلس هذه التبرعات ، فكانت جنيها من العضو العامل أو المنتسب الذى فى حكمه ، ومن العضو الجامعى 50 قرشًا ، و 25 قرشًا من العضو الرياضى درجة أولى ، وجنيها من المدرب.ـ تشكيل لجنة للإشراف على التطوع للدفاع المدنى وعلى جميع مجالات المساهمة فى الدفاع وكل ما يتعلق بالمعركة .
صنعت كرة القدم شعبية الأهلى الجارفة على مدى تاريخه ، وكانت البداية فى العشرينات من القرن العشرين، ثم جاء أعظم أجيال النادى، وهى أجيال تكـونت من لاعبى الأربعينات والخمسينات ، والتى حققت إنجازًا غير مسبوق ، ولا ينتظر أن يتكرر ، بفوزها ببطـولة الدورى 9 مـرات على التوالى ، وكان الجيـل الثـالث ، هو «فريق التلامذة» صاحب الانتصارات الرائعة فى حقبة السبعينات، تحت قيادة المدرب العبقرى ناندور هيديكوتى .
التاريخ الحقيقى لكرة القدم فى مصر بدأ حين دخلت اللعبة الأهلى عام 1909 ، ثم حين تأسس الزمالك بعد ذلك بعامين . وكان طلبة المدارس العليا والابتدائية يمارسون الكرة فى الحوش الترابى بالأهلى ، وكانت تنظم به مباريات ودية داخلية بين الطلبة والأعضاء وبين منتخبى القاهرة والجيزة . وفى سنة 1911 كون النادى أول فريق كرة قدم فى تاريخه من طلبة المدارس والتى كانت عامرة بالمواهب فى ذلك الوقت ، وتكون هذا الفريق من : حسين فوزى ، إبراهيم عثمان ، محمد بكرى، سليمان فائق ، حسن محمد ، حسين حجازى ، أحمد فؤاد ، حسين منصور ، إبراهيم فهمى ، فؤاد درويش ، عبد الفتاح طاهر .
كان فريق النادى الأهلى هو أول فريق مصرى يزور أوروبا ويلعب مباريات ودية هناك ، وقد بدأ زيارته يوم 17 يوليو 1929 وعاد فى 6 سبتمبر من نفس العام ، وعلى مدى 52 يوما ، لعب الفريق فى تركيا ضد فنار بقجه وفاز 6/2 ، وضد غلطة سراى وخسر صفر/1 ، وضد منتخب تركيا وخسر 1/2 ، وفى ألمانيا تعادل 2/2 مع ليبزج ، وفاز 4/3 على « 1860 ميونيخ » وتعادل 2/2 مع تنس بروسيا ببرلين ، ثم خسر 3/5 مع نفس الفريق ، وتعادل 3/3 مع جلسنكرش ، وفى بلغاريا تعادل 1/1 مع ليفسكى . وخسر 1/4 أمام سلافيا .
وكذلك كان الأهلى هو أول نادٍ فى مصر يؤسس ثلاث فرق لتمثيله واللعب باسمه، فكان الفريق الأول يطلق عليه « الفريق الأحمر » ، وفى عام 1926 أنشأ فريقا ثانيا سماه « الأهلى الأبيض » ، ثم أنشأ فريقًا ثالثًا عام 1927 سماه « الأهلى الأزرق » .
وقد كان صالح سليم « المايسترو » أشهر لاعبى جيله ، وفى وقت من الأوقات وصل الأمر إلى ترديد المصريين لمقولة طريفة ، وهى أن مصر يحكمها ثلاثة ، جمال عبد الناصر . وأم كلثوم ، وصالح سليم . الذى كان أول لاعب مصرى فى العصر الحديث للكرة المصرية يلعب فى أوروبا كمحترف ، وذلك عندما استعان به مدربه وصديقه فريتز للأخذ بيد نادى « جراتز » فى النمسا ، وقد أصبح حديث الصحف الرياضية النمسوية.
وبعد عودته عين صالح سليم مدربًا لفريق الدرجة الثالثة ( الأشبال ) بجانب قيادته للفريق الأول كلاعب ، وكان صالح هو أول لاعب مصرى يحترف داخل مصر ، وذلك قبل سفره إلى النمسا مباشرة ، حيث تعاقد معه الأهلى بمبلغ 300 جنيه عند التوقيع وراتب شهرى قدره مائة جنيه ، وذلك فى 31 أكتوبر 1962.
وعندما توقف نشاط كرة القدم فى عام 1967 منح الرئيس جمال عبد الناصر صالح سليم وسام الرياضة من الدرجة الأولى . وقد اعتزل أشهر لاعبى جيله ، وانخرط فى سلك الإدارة ، كمدير للكرة ، ثم رئيسًا للنادى الأهلى فيما بعد، و أنشئ له تمثالاً بحديقة النادي تم رفع الستار عنه في سبتمبر 2007.
و يعد أشهر لاعبي الكرة بالنادي الأهلي في التاريخ هو محمود الخطيب ، وألقابه كانت عديدة ، منها الخطير ، والكوبرا ، وبيبو ، وقد التحق بالفريق الأول عام 1971 ، واستمر فى الملاعب حتى اعتزل عام 1987 وأمتع جماهير الأهلى والكرة المصرية بموهبته الفذة ، فكان فى أدائه جمال وفن رفيع ، وأهدافه كانت تطرب المدرجات ، وهو أحد خمسة لاعبين فقط فى تاريخ الكرة المصرية تجاوزوا حاجز المائة هدف ، وهم بالترتيب : حسن الشاذلى لاعب الترسانة ، وزميله مصطفى رياض ، ثم الخطيب ، والضظوى و حسام حسن، و قد سجل الخطيب 106 هدفاً في مشواره.
وقد ظل الخطيب هدافا للأهلى ولمنتخب مصر لسنوات ، وحصل على ألقاب أحسن لاعب وأحسن هداف وأحسن أخلاق عدة مرات ، بجانب أنه اللاعب المصرى الوحيد الذى فاز بجائزة الكرة الذهبية عام 1983 ، والتى تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية سنويا لأحسن لاعب فى أفريقيا . وقد كتبت عن الخطيب مقالات وموضوعات لا تعد ولا تحصى ، ووصفته مجلة « الصقر القطرية » ، بأنه مثل « أبو الهول » فى الكرة المصرية، وفرعون من فراعنة اللعبة، وقالت:«إن خوفو يفخر بلاعب مثل الخطيب!». وعندما اعتزل هذا النجم بكى جمهوره ، فقد كان اعتزاله ، يعنى غياب الفن النبيل من ملاعب الكرة المصرية .
وكانت سنوات الثمانينات هى حقبة الأهلى الأفريقى ، حيث فاز الفريق ببطولة القارة للأندية أبطال الدورى فى عامى 1982 ، 1987 ، وببطولة القارة للأندية حاملة الكوؤس فى أعوام 1985 ، 1986 ، 1987 ، و 1993 ، وقد احتفظ بهذه الكأس مدى الحياة ، كما فاز بالبطولة الأفروأسيوية عام 1989 .
ومع مطلع التسعينات ، بدأ الأهلى يغير فريقه بصورة شبه كاملة ، واهتزت عروضه بالاستغناء عن أبرز نجومه دفعة واحدة للاحتراف فى الخارج ، وهم هانى رمزى لألمانيا، وحسام حسن وإبراهيم حسن لسويسرا ، وقبلهم سافر مجدى عبد الغنى للاحتراف فى البرتغال ، وجاء جيل جديد من اللاعبين ينقصه الخبرة ، وكانت النتيجة أن الأهلى غاب عن بطولة الدورى ثلاث سنوات.
و تاريخ الأهلي بشكل عام لا يمكن مقارنته بأي تاريخ لأي نادي داخل القارة الأفريقية، إذ حصل الأهلي على 32 لقب دوري عام، و 35 لقب كأس مصر، و خمس ألقاب لكأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري، و هم أرقام قياسية في تلك البطولات الثلاث.
بخلاف ذلك فقد حصل الأهلي أيضاً 4 بطولات أفريقية للأندية أبطال الكئوس، كأس السوبر الأفريقي ثلاث مرات، كأس السوبر المصري 4 مرات، و لقب البطولة العربية للأندية أبطال الدوري مرة واحدة، و بالبطولة العربية للأندية أبطال الكئوس مرة واحدة، بطولة النخبة العربية مرتين، كأس الأفروآسيوية مرة واحدة ، كأس الاتحاد التنشيطية مرة واحدة، كأس الجمهورية العربية المتحدة مرة واحدة، دوري منطقة القاهرة خمس مرات، سبع بطولات كأس السلطان ليصبح إجمالي عدد البطولات 102 بطولة.
و قد حقق الأهلي بطولته رقم مئة في عام مئويته و هو 1907، و كانت تلك البطولة هي بطولة الدوري العام، أتبعها بكأس مصر بعد الفوز على الزمالك في مباراة نهائية تاريخية 4-3 في الوقت الإضافي، ثم كأس السوبر بفوز على الإسماعيلي.
المرجع : كتاب الأستاذ حسن المستكاوي "الأهلي 1907 – 1997" و بعض المصادر